نطلقت في فندق داما روز بدمشق اليوم فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثامن عشر الذي تقيمه الهيئة العامة للاستشعار عن بعد بالتعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي بعنوان “دور الاستشعار عن بعد والنظم الرافدة في مرحلة إعادة البناء والإعمار” وذلك بمشاركة خبراء ومختصين عرب وأجانب وذلك من الفترة مابين 8-10 تشرين الأول 2018
وأكد الدكتور علي الظفير وزير الاتصالات والتقانة في كلمته خلال افتتاح المؤتمر أهمية الاستفادة من تطبيقات الاستشعار عن بعد في مرحلة التعافي وإعادة البناء والإعمار والوقوف على واقع الموارد المتاحة وبناها المختلفة للتخطيط لها وإدارتها ومراقبة الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها من أجل الحصول على بياناتها مشيرا إلى أن الكثير من المناطق العمرانية في سورية والبنى التحتية من طرقات وجسور ومحطات صرف صحي ومعامل ومناطق تعرضت لأضرار كثيرة جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية.
وأشار الظفير إلى أن الوزارة بصدد إنجاز هيكلية جديدة للهيئة وتقوية دورها وتفعيله في خدمة التنمية بكافة القطاعات والتشبيك بينها تفاديا لتكرار الاستثمارات وهدر الوقت والجهد لافتا الى ضرورة خروج المؤتمر بتوصيات تكون دليلا للوزارات المعنية والقطاعات المختلفة للاستفادة من تقنيات الاستشعار عن بعد.
من جانبه ذكر الدكتور هيثم منيني مدير عام الهيئة العامة للاستشعار عن بعد أن المؤتمر ضروري لدعم الجهود الرامية للنهوض بسورية في مرحلة إعادة الإعمار ولا بد من تقييم الاضرار كأساس للبدء وإعادة تأهيل البيئة التي تضررت جراء الإرهاب ومساحات الأراضي الزراعية التي خرجت عن الخدمة والبحث عن مصادر مائية وطبيعية جديدة تلبي احتياجات المرحلة مؤكدا ضرورة التركيز على موضوع التخطيط الإقليمي الذي يعتبر الاستشعار عن بعد والأنظمة الرافدة أهم أدواته.
الدكتور حسين صالح مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي بين أهمية المؤتمر في دعم وتطبيق مشاريع السياسة الوطنية للعلوم والتقانة والابتكار في مرحلة إعادة الإعمار ولا سيما ان الهيئة بدأت منذ شهرين بتفعيل قطاعات هذه السياسة في مختلف المجالات لافتا إلى دور الهيئة في رسم السياسة الوطنية الشاملة للبحث العلمي والتطوير التقاني واستراتيجياتهما بما يلبي متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والتنسيق بين الهيئات العلمية البحثية تنسيقاً كاملاً ودعم الهيئات العلمية البحثية.
من جهته أشار الدكتور حسين إبراهيم المشرف على المؤتمر إلى ضرورة التركيز على البحوث العلمية التطبيقية كرافعة ومكون أساسي لحركة التنمية المستمرة في سورية وتوظيف مفرداته ومخرجاته في عملية إعادة البناء والإعمار مؤكدا ضرورة استعادة الهيئة العامة للاستشعار عن بعد حيويتها وفعاليتها ومكانتها التي كانت تحتلها بين مثيلاتها في الوطن العربي.
وبين الدكتور محمد العياري رئيس الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي ورئيس الاتحاد الأوروعربي للجيوماتيك أن انعقاد مؤتمر الهيئة العامة للاستشعار عن بعد يعتبر إنجازا عظيما في ظل الظروف التي تمر بها سورية مشيرا إلى أن بلاده ترتبط بعلاقات شراكة مع الهيئة السورية للاستشعار عن بعد منذ أكثر من 15 عاما وأنه يشارك في المؤتمر من خلال مجموعة من الأبحاث والدراسات التي تتعلق باستخدامات الاستشعار عن بعد في مرحلة إعادة الإعمار تأكيدا على دعم ومساندة سورية في هذه المرحلة وكسر الحصار العلمي عنها.
وأشار العياري إلى أنه لا يمكن وضع استراتيجية إعادة إعمار أو بناء أسس تنمية من دون استخدام صور فضائية وخدمة المعلومات الجغرافية مبينا أن الاستشعار عن بعد هو الوسيلة الوحيدة القادرة على وضع الاستراتيجية الفعلية والاسلوب والتصور الحقيقي لإعادة الإعمار.
ومن لبنان لفت نصري خوري أمين عام المجلس الأعلى اللبناني السوري إلى أن أهمية المؤتمر تكمن في عودته بعد انقطاع دام ثماني سنوات كما أن هيئة الاستشعار في سورية قبل الحرب كان لها دور مهم على صعيد العالم العربي والعالمي وكان الباحثون من كل الدول يشاركون في مؤتمرها.
ورأى خوري أن إعادة احياء المؤتمر دليل على إعادة الحياة الى سورية وانها انتصرت على الحرب الكونية الارهابية وبدأت تستعيد عافيتها في مختلف المجالات وهذا بفضل ثوابت مؤسسات الدولة ومدى صمود الشعب والجيش في سورية.
مدير مركز اليابان للتعاون الأكاديمي في جامعة حلب الدكتور توفيق البوشي أوضح أن محاضرته في المؤتمر تركز على أهمية مراقبة الموارد الطبيعية وتقييمها باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد بهدف استثمارها والاستفادة منها وخاصة النباتات الطبية الموجودة في عدد من المحافظات السورية وكيفية الاستفادة من الصور الجوية والفضائية في رصد الواقع على الأرض.
وافتتح على هامش المؤتمر معرض لأبرز استخدامات الاستشعار عن بعد وعدد من المخططات والأبحاث المتعلقة بهذا المجالويناقش المشاركون في المؤتمر على مدى ثلاثة أيام محاور حول الاستشعار عن بعد في التخطيط الإقليمي والبيئي ودور الاستشعار عن بعد في تقدير الاحتياجات من الموارد الطبيعية والزراعية وتقدير الأضرار الناتجة عن الأزمة واعداد الخرائط الغرضية
وعلى هامش المؤتمر افتتح الدكتور علي الظفير وزير الاتصالات والتقانة معرض لأهم و أبرز استخدامات الاستشعار عن بعد وعدد من المخططات والأبحاث المتعلقة بهذا المجال
أوصى المشاركون في ختام المؤتمر العلمي الدولي الثامن عشر الذي أقامته الهيئة بضرورة استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد والنظم الرافدة في مجال إعادة البناء والإعمار من خلال التوصيف والتحليل الدقيق والسريع للجدوى الاقتصادية وإعادة التأهيل للمناطق المتضررة من الحرب الإرهابية
ودعا المشاركون في المؤتمر الذي أقيم تحت عنوان “دور الاستشعار عن بعد والنظم الرافدة في مرحلة إعادة البناء والإعمار” إلى اعتماد تقنيات الاستشعار عن بعد الحديثة والمتطورة بواسطة الطائرات المسيرة “الدرونات” حيثما تقتضي الحاجة نظرا لفعاليتها وكلفتها البسيطة إضافة إلى استخدام أفضل البرمجيات والذكاء الصنعي لتحليل البيانات
وقد رفع المشاركون برقية حب وعرفان وتأييد للسيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية جاء فيها : بأنالمشاركين في المؤتمر العلمي الدولي الثامن عشر للهيئة العامة للاستشعار عن بعد ترفع لسيادته أرفع وأصدق عبارات التأييد والدعم للقيادة المظفرة والنصر في معركة القرن ضد الإرهاب وقوى التجهيل والتكفير و الظلم ومن يقف وراءها لحقدها الأرعن على قيم الحق والعدل والتقدم
وأكد المشاركون أن نصر السيد الرئيس نصر لسورية العربية والأمة هذا النصر الذي غدا على مرمى البصر و أضاف المشاركون: إن الوطن ينهض تحت قيادتكم الحكيمة وقواه الخيرة وجيشه العربي السوري والقوات الرديفة له لتدمر آخر بؤر الإرهاب و تمسح جراحها بعد سكاكين الغدر والخداع
و توّجه المشاركون لسيادته بالقول : إن الأمر الذي أحدث الفارق على ساحة المعركة هو ثباتكم وصمودكم التاريخي الذي راهن عليه الكثيرون وخسروا الرهان لتبقى الضخرة الصماء التي تتكسر على أعتابها كل الشرور و الآثام
كما أكد المشاركون في برقيتهم أنه في ظل هذه الانتصارات المشرفة وتحرير الأرض من رجس المجرمين يستأنف العلماء جهدهم و نشاطهم و كلهم أمل بإزالة مظاهر التخلف و إعادة البناء و الإعمار
وعاهد المشاركون سيد الوطن على السير تحت رايته العالية لكسب الرهان على مستقبل عز وفخار للأمة بأسرها الأسد عنوانها وألفها وياؤها
ختاماً : وإن أسدل الستار على أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثامن عشر للهيئة العامة للاستشعار عن بعد فإن نواتج الدراسات والبحوث لن تبقى حبراً على ورق